الشيخ عثمان بن أحمد بن عثمان بن علي العسيلي الأروادي :
ولد و نشأ في جزيرة أرواد من ساحل الشام عام 1276هـ/1860م كان إمام أهل السنة و الجماعة والتي تعتبر طائفتها الوحيدة .
كان والده من كبار تجار أرواد في الوقت الذي كانت فيه أرواد هي المركز التجاري لجزء كبير من الساحل السوري و ما ورائه لأنها
مجمع السفن .
و كان جده لأبيه من مشايخ الجزيرة أما والدته فمن آل حمود الذين توارثوا العلم الشرعي و تتالوا على الدراسة في الجامع الأزهر و من هنا كان اتجاه الشيخ في طريق العلم تأثراً بمسلك أسرتيه الكريمتين .
حفظ القرآن الكريم في كتّاب أحد شيوخ جزيرة أرواد ثم أقبل على مبادئ العربية و العلوم الدينية يتلقاها على أحد أجداده لأمه من آل حمود و لما بلغ السن التي تساعده على الاغتراب ذهب إلى مصر ليلتحق بالأزهر الشريف ويأخذ العلم الشرعي على يد علمائه لكنه ما لبث عاد إلى أرواد بعد فترة ليست بالطويلة مع ثقل التبعات التي كان عليه أن يتحملها بعد وفاة والده الذي ترك له عائلة هو أكبر المسئولين فيها ومع ذلك لم يستطع الانصراف عن العلوم الشرعية التي استهوته و استقطبت مواهبه فمضى بمتابعتها بنشاط لم تلبث آثاره أن برزت في دروسه و خطبه و عمله في القضاء الشرعي و كان ذو ثقافة دينية و أدبية و تاريخية واسعة .
قضى الشيخ عثمان أحمد العسيلي معظم عمره المديد في ظل الخلافة الإسلامية العثمانية قبل أن تفاجئ أرواد ببعض قطع الأسطول الفرنسي سنة 1915م بقيادة أميرال الاحتلال ( كرنديج دي فرنة ) يحيط بها ولم يكن فيها أي قوة عسكرية وبعد حصار دام أشهر تفرض عليها سيطرتها وينزل الكومندان ( ترابو ) ( أصبح في ما بعد حاكم بيروت وسمى فيها شارع باسم أرواد ) من ظهر البارجة جان دارك حاكماً عليها وذلك بعد مفاوضات مع وجهاء الجزيرة وأقصد أعضاء المجلس البلدي و المختار و شيخ الجزيرة :
أعضاء المجلس البلدي : ( عبد الله أحمد العسيلي - رئيس المجلس - و محمد عبد الرزاق سليمان - عضو - و حسين الجندي
- عضو وكاتب - ) ، المختار : (محمد أحمد العسيلي ) ، شيخ الجزيرة : ( عثمان أحمد العسيلي ) .
ثم لتتخذ منها فرنسا قاعدة انطلاق تغير منها على الساحل الذي ظل في قبضة الجيش العثماني حتى نهاية الحرب العالمية الأولى فكان أن أسست فيها دولة دعتها دولة أرواد فأصبحت
كل معاملاتها تمهر بخاتم حكومة أرواد وأصدرت طوابع و جوازت سفر و بطاقات شخصية إلى أن ضُمت إلى سوريا بعد اكتمال احتلالها .و بذلك أتيح للشيخ رحمه الله أن يلمس طلائع التحول الذي طرأ على حياة الناس في سائر البلاد التي كانت من نصيب الفرنسيين تنفيذاً لمؤامرة سايكس بيكو .
و قد أثرت أجواء الجزيرة المحافظة في أخلاق الشيخ عثمان العسيلي و سائر تصرفاته إذ كان كثير الوقار طويل الأناة لطيف المعشر لا يمنعه خلق الجد من التبسط مع تلاميذه و أصدقاءه إلى الحد المعقول و ربما نظم بعض مزاحه لهؤلاء في أبيات يتسابقون لحفظها .
- وبتعيين الفرنسيين للكومندان ( ترابو ) حاكماً عسكرياً لجزيرة أرواد فوجئ بحسن أدب سكان الجزيرة و تمسكهم بالشريعة الإسلامية فقرر استقدام بعض العملاء إلى الجزيرة من الساحل السوري وأوعز للوافدين بالتهتك و الإساءة إلى سكان الجزيرة فتصدى الشيخ عثمان أحمد العسيلي لقوات الإحتلال و للطابور الخامس من العملاء المحليين الذين يدّعون التقدمية و الثورية بانتهاك الأخلاق التي نعتوها بالرجعية ، و كان الشيخ عثمان قاضياً شرعياً في جزيرة أرواد كما كان مستشاراً في المحكمة المدنية ومع ذلك لم يصغ إليه الحاكم
العسكري الفرنسي فرفع شكوى إلى الجنرال ( بيوت) في بور سعيد حيث القيادة الفرنسية للمستعمرات في الشرق الأوسط ولكن ( ترابو) استعان بالعملاء المنحطين فرفعوا عريضة طالبوا فيها بتأمين الترفيه و التحرر من الأخلاق الإسلامية في جزيرة أرواد .
ولما زار الجنرال جزيرة أرواد حاول الحاكم ( ترابو ) الحيلولة بين الشيخ و الجنرال و لكن الشيخ حضر و معه رئيس البلدية و أخبره ما يحاول الحاكم نشره من فساد أخلاقي هو وعملائه فما كان من الجنرال إلا أن قدر الشيخ عثمان العسيلي و رئيس البلدية و أصدر أمره إلى الحاكم بصيانة الأخلاق وفق ما يراه الشيخ القاضي عثمان أحمد العسيلي .
ولم يقتصر دور الشيخ على إصلاح الأخلاق و بل حول الجامع الغربي في الجزيرة إلى مدرسة عامة يدرس فيها علوم القرآن الكريم وعلوم الحديث النبوي الشريف وعلوم اللغة العربية و إلى جانب التعليم فقد ألف الرسائل المفيدة في الرد على المبشرين الفرانسيسكان كما ألف كتباً في قواعد اللغة العربية باعتبارها حصن الأمة المنيع في وجه قوات الإحتلال و ومحاولات الفرنسة التي كان يقوم بها .
ولقد كان لرسالته الرد المتبن في فضائح المبشرين صداً طيباً في سوريا ، كما كان من مؤلفات الشيخ رحمه الله رسالة ( المسيح و المرأة الفينيقية ) و العديد من الرسائل التي كانت تنشر على صفحات الجرائد في بيروت و سواها ، ومن كتبه أيضاً كتاب (
بغية المشتاق لتهذيب الأخلاق ) طباعة مطبعة جريدة بيروت (دون تاريخ ) ،} ذكره
يوسف الياس سركيس في كتابه معجم المطبوعات الجزء الثاني الصفحة 1329 و الموافق طباعته سنة 1919 م { .
- وبعد حياة مليئة بالجهاد و العطاء العلمي و الإسلامي رحل شيخ جزيرة أرواد عثمان بن أحمد العسيلي رحمه الله سنة 1369هـ /1950م
ورد ذكره رحمه الله ضمن سلسة ( أعلام المسلمين في القرن العشرين ) للدكتور محمود السيد الدغيم والذي عرض في اذاعة mbcfm في شهر رمضان لعام 1999م .
المحاضرة :
http://www.dr-mahmoud.com/content/view/136/38/http://www.dr-mahmoud.com/images/stories/audios/Aalam-23-27.ramصفحة الشيخ :
http://dr-mahmoud.com/index.php?option=com_content&task=view&id=878&Itemid=40
السبت 07 نوفمبر 2009, 3:30 am من طرف زائر
» نسب عائلة سليمان التى تقطن فى مركز المنيا قرية صفط الغربية
السبت 07 نوفمبر 2009, 3:25 am من طرف زائر
» البحث عن أصل عائلة الصيفي
السبت 10 أكتوبر 2009, 10:13 am من طرف زائر
» الملحدون و ابوحنيفة
الأحد 04 أكتوبر 2009, 4:50 am من طرف الشافعي
» قبيلة الكلاحين العربية الكريمة
الأحد 04 أكتوبر 2009, 2:50 am من طرف م ايمن زغروت
» عربان العطايات بالصعيد
السبت 03 أكتوبر 2009, 3:16 am من طرف احمد القرعانى
» انساب عائلات و قبائل مصر
الجمعة 02 أكتوبر 2009, 4:58 am من طرف ابن الصمت
» انساب عائلات و قبائل محافظة الغربية
الجمعة 02 أكتوبر 2009, 4:11 am من طرف محمود
» كاريكايتيرات عربية مؤلمة
الخميس 01 أكتوبر 2009, 5:24 pm من طرف الشافعي