1. قصة أبناء نوح في التوراة:
و قد بينا على عجالة توضيحا في عدة مواضع بمعجمنا عن هشاشة قصة التوراة عن أبناء نبي الله نوح بعد الطوفان , و انتماء العالم إلى سام و حام و يافث , و نحن نرجح ضعفها بعد استقرائنا للنقاط الآتية:
· أسطورة البشرة السمراء لذرية حام لغضب أبيه نوح عليه لعدم تلبيته دعوته , فلون البشرة لا يحدد رضا الله عز و جل أو غضبه عن الناس , و لا شك أن المناخ و الموقع الجغرافي هما المتحكمان في لون بشرة الإنسان , فالشمس الحارقة في المناطق الصحراوية و الاستوائية هي السبب الرئيسي في سمرة البشرة لدى الأجناس الجنوبية عموما مثل الزنوج بأنواعهم بأفريقيا و الهنود بأنواعهم ببلاد الهند و استراليا , و الملايو في إندونيسيا و ما حولها , و الهنود الحمر و الازتك و المايا في الأمريكتين , و في المقابل فان ضعف أشعة الشمس شمالا يتسبب في بياض البشرة لدى الأجناس الشمالية.
· اندثار فكرة حتمية رقي جنس معين عن سائر الأجناس , التي سادت عند بعض الأمم قديما و حديثا , لم تعد رائجة في عصرنا هذا بعد نضوج الإنسانية فكريا و أخلاقيا , فالناس عن الله سواسية كأسنان المشط , و الفرق بالتقوى و الخلق.
· تراجع فكرة أن الطوفان عم الأرض كلها , و أغرق كل البشر إلا أبناء نبي الله نوح و من معه , و لا يقبل علماء الأرض هذه النظرية لحيثيات عندهم لن نذكرها خشية الإطالة.
· حداثة تاريخ الطوفان الذي قدمته التوراة جدا , ففي التوراة العبرية انه حدث سنة 2279 ق. م , و هو ما لا يسمح بتكون كيانات قبلية قوية , تتحول إلى شعوب تملأ البلاد التي ذكرت في قصة تقسيم نبي الله نوح الأرض لبنيه , فالطوفان كان يوازي أوائل الأسرة السابعة المصرية سنة 2279 ق. م , فمتى نشأ أبناء مصرايم بن حام بن نوح , و وحدوا القطرين و أسسوا إمبراطوريتهم.
· التضارب الكبير في تقدير التواريخ بين التوراة العبرية و التوراة السبعينية , فالفارق بين تاريخي الطوفان فيهما يصل إلى ما يقارب التسعمائة عام , و مع ذلك فكلا التاريخين لا يكفيان للتكوين العشائري لذرية نبي الله نوح عليه السلام.
مما تقدم نستنتج أن هذه القصة موضوعة و مدسوسة على التوراة المقدسة التي نؤمن بتحريف أجزاء منها حسب ما ورد في القران الكريم , و عليه فسنستقي تاريخ مصر العتيق من الآثار المكتشفة التي لا تعرف التعصب و لا الزيف.
2. السلالات البشرية في مصر القديمة:
وجد الإنسان المصري بجوار النيل منذ عصور ما قبل العصر الحجري , و أقدم كشف أثري ينتمي إلى العصر الحجري بمصر يوجد بقرية البداري , أي قبل عشرة آلاف إلى ثلاثة عشر ألف سنة قبل الميلاد.
و القول في الفترة التي سبقت حكم الأسرات , و هو ما يسمى العصر العتيق , مازال مغلقا أمام التاريخ و ما زلنا في أول الدراسات عنه , و يرجع ذلك إلى نضوب آثاره و ندرتها , و قد استغل تلك الحالة نفر من الرواد الأوروبيون و ليس كلهم ليكثروا علينا من تصوراتهم و فرضياتهم على خلفية توراتية , تعيق عن الاستقراء.
و نستطيع القول أن شعب مصر منذ القدم و الى الان كان دائما سبيكة منصهرة من ثلاث أعراق متقاربة المنشأ فكلها شرق أوسطية سامية قديمة , العرق الاول من اليمانية الذين هاجروا عبر البحر الاحمر الى جنوب مصر , و العرق الثاني من عرب الشام و شمال الحجاز , و العرق الثالث من بدو الفيوم و وادي النطرون و البحيرة و الساحل الشمالي و الواحات و شمال لوبيا.
و إذا اخترنا الرأي القائل أن المهد الأول للعرب القدماء عموما هو اليمن , فإننا نستطيع القول أن المصريين القدماء عرب يمانية من سلالات قديمة منها من هاجر عبر البحر الاحمر الى جنوب مصر و منهم من هاجر اولا الى الشام و منها الى دلتا مصر , و منهم من اكمل المسيرة الى شمال افريقا فسكن هناك ردحا ثم عاد قسم منهم الى غرب الدلتا و الفيوم و اهناسيا و الواحات.
و يشاركني الرأي في ان اليمن هي المخزن السامي العربي الاول , عدد كبير من العلماء مثل: رينان الفرنسي و بروكلمان الألماني و دي جوج الهولندي و رايت الإنجليزي و ونكلر الألماني و د. شوقي أبو خليل السوري.
و قد ذكر جيمس بيكي في كتابه (الآثار المصرية في وادي النيل) أنه سكنت مصر قبل عهد الأسرات الفرعونية في الوجه البحري عدة ملوك يرجح أنهم من أعلام ما قبل الأسرات شهرة و قوة , مثل الملوك: سكا و خاو و تيو و أونسكا و تش و وازن .
و قد وضعت جدولا لأسماء هؤلاء الملوك مع تعليقات على ما تعكسه معاني الأسماء.
اسم الملك | ملاحظات حول الاسم |
سكا (سخا أو سقا) | و تعني الحارث , و هو ما يعكس قيامهم بالزراعة و السقاية و الاستقرار , كما أنه يحتمل أن يكون الجد الأعلى لقبائل مدينة سخا عاصمة الأسرة الفرعونية الثالثة عشر. |
خاو أو خايو | وتعني الصابر , و هو ما يعكس تمتعهم بالقيم الأخلاقية الراقية التي اتت بها الرسالات السماوية. |
تيوس | و تعني المرتل , و هو ما يعكس وجود بعض بقايا من الدين الحنيف و إن كان محرفا. |
أون سكا | و تعني أبو الحارث , و الكنية تعكس عربية الرجل فالكنى من خواص العرب منذ القدم. |
تش | و تعني الكاتب , و هو ما يعكس الرقي الحضاري للعرب المصريين و استعمالهم الكتابة منذ عصور موغلة في القدم. |
وازن | و تعني النضر |
و نلاحظ عروبة بعض تلك الأسماء صراحة , مما يعضد النظرية القائلة أن المصريين قبل الأسرات سلالات عربية يمنية و شامية قديمة آتية عبر البحر الأحمر و شرق سيناء .
السبت 07 نوفمبر 2009, 3:30 am من طرف زائر
» نسب عائلة سليمان التى تقطن فى مركز المنيا قرية صفط الغربية
السبت 07 نوفمبر 2009, 3:25 am من طرف زائر
» البحث عن أصل عائلة الصيفي
السبت 10 أكتوبر 2009, 10:13 am من طرف زائر
» الملحدون و ابوحنيفة
الأحد 04 أكتوبر 2009, 4:50 am من طرف الشافعي
» قبيلة الكلاحين العربية الكريمة
الأحد 04 أكتوبر 2009, 2:50 am من طرف م ايمن زغروت
» عربان العطايات بالصعيد
السبت 03 أكتوبر 2009, 3:16 am من طرف احمد القرعانى
» انساب عائلات و قبائل مصر
الجمعة 02 أكتوبر 2009, 4:58 am من طرف ابن الصمت
» انساب عائلات و قبائل محافظة الغربية
الجمعة 02 أكتوبر 2009, 4:11 am من طرف محمود
» كاريكايتيرات عربية مؤلمة
الخميس 01 أكتوبر 2009, 5:24 pm من طرف الشافعي